١٣ توقعاً لأهم الإنجازات العلمية في ٢٠١٨

العلم بطبيعته في حالة تغيرٍ دائم ويصعب التنبؤ بتطوره، ولكننا كفريقٍ يكتب عن العلم يوميًا لا يسعنا إلا ملاحظة بعض الاتجاهات العامة في الأبحاث العلمية.

ولهذا قررنا هذه السنة أن نُجرب حظنَا مع توقع أهم الإنجازات والأخبار العلمية في العام القادم، فقط حتى نتمكن من التباهي لاحقًا إذا صدقت توقعاتُنا.

بعض هذه التوقعات مبنيةٌ على أساسٍ علميٍ صلب بينما قليلٌ منها ضربٌ من الخيال، وبعضها واضحٌ للعيان.

على أية حال، لا تحاول أن تتصل بنا إذا لم تتحقق أيًا من نبوءاتنا.

1. بعد تدخل الذكاء الاصطناعي لجوجل في البحث، فمن المتوقع أن يقفز العدد المؤكَّد للكواكب التي ستُكتشف خارج المجموعة الشمسية بواسطة التليسكوب الفضائي كبلر ، وصل عدد الكواكب المرصودة حتى الأن إلى ٢٣٤١ كوكبًا، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد إلى ٤٠٠٠ كوكبًا بنهاية عام ٢٠١٨.

الشيء الوحيد المُؤكد هو أنه بغض النظر عما سيكتشفه العلماء، فإننا بالقطع سنسمع عنه في مؤتمر صحفي كبيرٍ ومهم.

2. سنتمكن أخيرًا من معرفة سبب ما يُسمى بتدفقات موجات الراديو السريعة (Fast radio burst)، تستطيع هذه التدفقات توليد طاقة توازي ٥٠٠ مليون شمس في زمن لا يتعدى أجزاء من الثانية، وقد تحدث هذه التدفقات كل ثانية، ولكننا مازلنا لم نستطع سبر أغوار هذه الظاهرة التي تُسبب هذه الانفجارات القوية في أعماق الكون.

إلا أن العلماء استطاعوا في ٢٠١٧ تحديد موقعٍ في الكون تنبعث منه هذه التدفقات بشكلٍ متكرر وهو مجرة صغيرة تُسمى (FRB 121102)، وحتى الآن تم رصد ١٥٠ من هذه التدفقات مُنبعثةً من هذه المجرة، كما أننا نملك أداوتٍ حديثة لدراسة هذه الظاهرة وفهم تفاصيلها بشكل أكثر دقة. ولهذا فمن المعقول أن تكون ٢٠١٨ هي السنة التي نتمكن فيها من تجميع بياناتٍ كافية لنصل إلى تفسير مقبول لهذه الظاهرة، وإذا كنت تعتقد أن هذه الظاهرة ترتبط بكائنات فضائية عاقلة فإنك لست الوحيد الذي تعتقد ذلك (حتى وإن كان غير مرجحًا).

3. ٢٠١٨ ستكون أكثر السنين حرارة.. مرةً أخرى

هذا التنبؤ لا يتطلب الكثير من الخيال، في الواقع الفترة من ٢٠١٣ حتى ٢٠١٧ هي رسميًا أكثر خمسة أعوام حرارةً سُجلت حتى الآن، حتى أنه يمكن أن نقول أن المفاجأة ستكون أن ٢٠١٨ لن تصبح أكثر السنين حرارةً.

4. ستستمر كلٌ من الهند والصين في تثبيت أقدامهما كمستقبل السفر الفضائي بدون أن يلاحظ أحدٌ هذا التطور.

قد يكون هناك سباق بين شركتي SpaceX و Blue Origin لتحقيق حلم تصنيع صواريخ فضائية يمكنها العودة إلى الأرض وإعادة إطلاقها عدة مرات، ولكن على الجهة الأخرى من العالم فإن الهند والصين يجهزان أنفسهما كي يصبحا قوتين فضائيتين، وقد حققا فعلًا الكثير من الإنجازات في عام ٢٠١٧ وأعلنا عن خطط وطموحات عريضة في ٢٠١٨.

في عام ٢٠١٧ استطاعت الهند أن تُطلق وتستعيد صاروخًا فضائيًا مُصغرًا لأولِ مرة، كما استطاعت أن تُحطم الأرقام المُسجلة بوضع ١٠٤ قمرًا صناعيًا في مداراتهم في ١٨ دقيقة فقط، أما في ٢٠١٨ فقد أعلنت الهند أنها تنوي الهبوط على سطح القمر، وإذا كُنا بصدد سرد إنجازات الهند الفضائية فدعونا لا ننسى عندما تمكنت من وضع مركبة فضائية في مدار كوكب المريخ بتكلفةٍ أقل من تكلفة إنتاج فيلم (Gravity).

وقد تكون الصين قد ظهرت على عناوين الجرائد هذا العام عندما فقدت التحكم في محطتها الفضائية القديمة، ولكن ما قد لم تقرأ عنه هو خطة الصين لتصنيع مركبات فضائية يمكن إعادة اطلاقها، أو عن مسبار المادة المظلمة الصيني أو عن خطتها للهبوط على الجهة الغير مرئية من القمر في ٢٠١٨.

كل هذا يجعلنا نرى أن الفضاء لا يعرف الحدود.

5. إلون ماسك (Elon Musk) سيفعل شيئًا ما وكل الناس ستهتم به إلى حد الجنون.

كانت ٢٠١٧ سنةً جيدة لرجل الأعمال الحالِم Elon Musk فقد تمكنت شركتُه من توريد بطاريات لأستراليا في وقتٍ قياسي، وقام أيضًا بالإعلان عن خطط لشركة جديدة لشق الأنفاق بينما ما زال يحاول أن يعرف كيف يمكننا أن نُرسل بشرًا إلى المريخ، ورغم كل ذلك ما زال لديه بعض الوقت لكي يُطلِع معجبيه الكثيرين على تويتر على آخر المستجدات بل ويرد أحيانًا على تويتات ما يُسمى بمجموعة الأرض مُسطحة.

ولهذا فإنه لن يكون غريبًا على الأطلاق أن Musk سيقدم على فِعل شيء مجنون وطريف في ٢٠١٨ وستسمع عنه بطريقة أو بأخرى، ولكننا نذكرك أنك سمعت عنه هنا أولًا.

6. مازلنا لا نملك أية فكرة عما يجري على نجم تابي” (Tabby’s Star)

هل تفسير ما يحدث لهذا النجم هو وجود سرب من المذنبات؟ أم ما يُسمى بغلاف “دايسون”؟ أم ربما كوكب مداري له حلقات تتمايل على محورها باستمرار؟ ليس لدينا أدنى تفسير ولا يبدو أن أحدًا حتى الآن لديه خُطة لفهم ما يحدث والوصول إلى تفسيرٍ معقول له، ولهذا فلا يسعنا إلا الانتظار والمراقبة.

7. تقريبًا كل شيء سيُربط ببكتيريا الأمعاء.

إذا كنا قد تعلمنا شيئًا واحدًا في ٢٠١٧ فهو أن تكويننا به بكتيريا أمعاء أكثر مما به من مواد إنسانية، في ٢٠١٧ رُبطت أمراض كالاكتئاب، والسكتة الدماغية ومرض باركنسن وحتى مشاعرنا نفسها ببكتيريا الأمعاء، ونحن لا نعتقد أن هذا التوجه سيتوقف في ٢٠١٨.

لسوء الحظ هذه المعلومات لن تفيدك كثيرًا الآن، فلن تستطيع أن تفعل شيئًا حيالها إلا أن تفكر أن تقوم بزرع فضلات شخصٍ ما في أمعائك (حدث بالفعل في 2017) أو تضعها في كبسولة وتبلعها (كذلك حدث بالفعل في 2017) لتستفيد بأنواع البكتيريا في أمعائه.

8. ستبدأ المخدرات غير المشروعة أن تؤخذ على محمل الجد كعلاج للاكتئاب، لأنه إلى حد كبير لم تعد لدينا خيارات أخرى.

أشارت الدراسات الأولية أن عقارات مثل الكاتمين وما يُسمى بالفطر السحري يمكن أن تكون لها إمكانيات هائلة لعلاج الاكتئاب والتوتر، المشكلة الوحيدة هو أن هذه العقارات غير مشروعة، ولكن بالنظر أن آخر تقدم كبير فيما يتعلق بمضادات الاكتئاب حدث في الثمانينيات، فلا خيار للمجتمع العلمي إلا قبول الأمر الواقع والالتحاق بالركب.

9. سنحصل أخيرًا على علاج ما لآلام الدورة الشهرية.. أليس كذلك؟

في الواقع هذه أُمنية أكثر من كونها نبوءة، ولكن بعد عقود من التجاهل التام من قِبل المجتمع العلمي والباحثين للمعاناة التي تقاسي منها ملايين النساء حول العالم كل شهر، فإن الآلام المرتبطة بالدورة الشهرية أخيرًا بدأت في الحصول على قدرٍ من الانتباه.

العام الماضي قال جون جوليبود وهو أستاذ الصحة الإنجابية في جامعة لندن أن آلام الدورة الشهرية قد تماثل في حدتِها الألم الناتج عن نوبة قلبية ولكنه لا يحظى بالاهتمام لأن الرجال لا يشعرون بهذا الألم قط، ومنذ ذلك الحين خرجت دراستان تناقشان الآليات الكامنة وراء الدورات الشهرية القوية والمؤلمة، ولهذا فمن جانبنا سنحاول أن نكون في غاية التفاؤل ونفترض أنه سيتلو هذه الدراسات اختيارات علاجية نحن في أمس الحاجة اليها.

10. سنسمع أكثر عن مدى روعة الجرافين، ولكنه سيظل غيرُ مُجدٍ اقتصاديًا.

نحن لا نحاول التقليل من شأن الجرافين بهذا الحديث، فنحن بالقطع من المؤمنين بأهميته وإمكانياته الكامنة، ولكن هل يمكن لأحد ما أن يجد طريقة لتصنيعه بكميات كبيرة وتكلفة قليلة حتى نتمكن من رؤية كل هذه الخصائص الرائعة من كونه مادة فائقة التوصيل، ويمكنها توقيف الرصاص بل والحصول على طاقة لا تنتهي عمليًا؟

11. ستخلب الثقوب السوداء عقولنا الصغيرة مرةً أخرى.

الثقوب السوداء مُدهِشة كما هي عليه الآن، ولكننا نتوقع أنها في ٢٠١٨ ستصبح حتى أكثر روعة، ليس فقط لأننا قد نحصل على أول صورة لما يُسمى “أُفق الحدث” (Event Horizon) الخاص بالثقب الأسود، ولكننا أيضًا نكاد نكون متأكدين أن المرصد الخاص بموجات الجاذبية سيتمكن من رصد موجات أكثر ناتجة عن اصطدام والتحام ثقوب سوداء أخرى غير التي رُصدت في ٢٠١٧، ولا يتطلب الأمر إلا وقتًا أكثر حتى تدلنا كل هذه البيانات عن معلومات تُطير العقل.

فابق متيقظًا.

12. ستقترب التجارب في مُصادم هادرون الكبير بشكل مُحير من الإشارة إلى وجود جُسيمات ذرية قد تلوي قوانين الفيزياء التي نعرفها.

أشعر أن هذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن مثل هذه الأخبار.

13. كلنا سنخرج عن شبكة الكهرباء لأننا لم نعد نطيق الوقود الأحفوري

هذه مجرد دعابة، هذا طبعًا لن يحدث، رغم أنه من المفروض أن يحدث، فلدينا بطاريات من شركة تسلا كما لدينا ألواح الطاقة الشمسية الرخيصة فماذا ننتظر؟