بعد فترة طويلة من انتهاء علاج السرطان، يستمر الكثيرون في التعامل مع أعراض معينة ترفض الإختفاء: الإعياء. في دراسة جديدة، وجد باحثون من جامعة ألباما في برمنغهام وكلية الطب بجامعة هارفارد أن قوة الدواء الوهمي، حتى عندما كُـشف بالكامل للمرضى، امكن تسخيرها للحد من الإعياء الذي عانى منه الناجون من السرطان.
وبالنسبة للناجين من السرطان، لا يتوفر إلا القليل من العلاجات للتخفيف من الإعياء بعد العلاج، كما أن التدخلات الدوائية الأكثر فعالية تأتي مع تحذيرات من الآثار الجانبية التي تشمل الذعر ( الخوف) والذهان psychosis وفشل القلب ( سكتة قلبية). في دراسة نشرت في مجلة نتشر ساينتفيك ريبورتس، وجد الباحثون أن الناجين من السرطان الذين عرفوا انهم تناولوا حبوب العلاج الوهمي ذكروا انهم تحسنوا بمقدار ٢٩ في المائة، وهو انخفاض في شدة الإعياء معتبر إكلينيكياً، وكذلك تحسن المدى الذي يشوش فيه الإعياء على نوعية الحياة بمقدار ٣٩ في المائة .
تُصنع حبوب الدواء الوهمي من السليلوز، لذلك ليس هناك “العنصر النشط”، من الناحية الصيدلانية . وعند التسجيل، قال الباحثون للمشاركين أن الحبوب هي ببساطة أدوية وهمية، أو حبوب خاملة، وكان كل مشارك على بينة من تأثير الدواء الوهمي في المقدمة. ووجد الباحثون أن آراء المرضى من تأثير الدواء الوهمي ليس له اهمية في نتائج الدراسة.
“بعض الناس الذين اعتقدوا أن الدواء الوهمي لن يفعل أي شيء كانت لديهم استجابة جيدة. غيرهم من الذين اعتقدوا أنه من شأنه أن يساعد لم يكن لديهم اي استجابة “، وقالت الدكتورة تيري هينيميه،، المؤلفة الرئيسيّة للورقة ومديرة التعليم والخدمات المساندة في مركز السرطان الشامل في الجامعة . “خداع أو إيهام المرضى قد يكون غير ضروري لآثار العلاج الوهمي ليحقق الفوائد المرجوة، مع كون العمليات العصبية التلقائية آلية ممكنة لآثار العلاج الوهمي. وهذا له انعكاسات ثورية على كيف يمكننا استغلال قوة التأثير الوهمي في الممارسة الإكلينيكية “.
وشملت الدراسة ٧٤ ناجياً من أنواع مختلفة من السرطانات الذين أفادوا عن إعياء معتدل إلى شديد. تم اختيارهم عشوائياً إما إلى حالة العلاج الوهمي المفتوح التسمية ( معروف لدى كل من الباحث والمريض) أو الى حالة العلاج المعتاد. وقد قيل للمرضى الذين وصف لهم حبوب العلاج الوهمي الصريح أنهم يتلقون علاجاً وهمياً وطلب منهم أخذ حبتين من الحبوب مرتين في اليوم لمدة ثلاثة أسابيع.
بعد ثلاثة أسابيع، عرضت على المرضى الذين يعالجون كالمعتاد فرصة تناول حبوب الدواء الوهمي لمدة ثلاثة أسابيع، في حين توقف أولئك الذين أخذوا حبوب الدواء الوهمي في البداية عن اخذها. وبعد ثلاثة أسابيع أخرى، أولئك الذين يعلمون انهم تناولوا حبوب دواء وهمي انخفض عندهم الإعياء بشكل كبير . وقد حافظت المجموعة التي تم ايقافها عن تناول حبوب العلاج الوهمي على مستوى الإنخفاض في إعيائهم كذلك.
وقالت هونيمير: “إن الناجين من السرطان أفادوا بأن الإعياء هو أكثر الأعراض المؤلمة، بل وأكثر إيلاماً من الأعراض الأخرى مثل الغثيان أو الألم، ويكافح الأطباء لإيجاد سبل لمساعدتهم على ذلك”. “كانت آثار حبوب الدواء الوهمي على الإعياء مثيرة جدا لدرجة أن عدداً من المرضى الذين اشتركوا في الدراسة طلبوا ما إذا كان بإمكانهم الحصول على المزيد من حبوب الدواء الوهمي. ولكن لأسباب أخلاقية، لم نتمكن من ذلك “.
تيد كابتشوك، المؤلف المشارك في الدراسة ومدير برنامج هارفارد الواسع في دراسات العلاج الوهمي، قد أظهر في وقت سابق أن العلاج الوهمي المفتوح التسمية open label ( علاج معروف لكل من الباحث والمريض) يمكن أن يجلب الراحة للمرضى الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، وآلام أسفل الظهر المزمن والصداع النصفي. هذه هي أول دراسة لاختبار آثار العلاج الوهمي المفتوح التسمية مع ناجين من السرطان.
وقال الدكتور كيفين فونتين، وكاتب مشارك ورئيس قسم السلوك الصحي في كلية الصحة العامة في جامعة الباما ، “الفوائد التي حصل عليها المشاركين لا زالت حتى بعد ثلاثة أسابيع من توقفهم عن تناول حبوب الدواء الوهمي، والتي لم تعرف من قبل”. استمرار الفوائد حتى عندما أُوقفت حبوب الدواء الوهمي كانت نتيجة مفاجئة مما جعل العديد من باحثي العلاج الوهمي متحمسين لها”.
المصدر:>>>