توصل فريق من الباحثين بمعهد “كارولينسكا” السويدي إلى أن إنزيم “FIH” يعمل على تحديد كيفية استهلاك عضلات الجسم للأكسجين، وأنه من دون هذا الإنزيم تزداد الحاجة إلى الأكسجين في أثناء التمرينات الرياضية، ما يمثل أهميةً قصوى لكبار الرياضيين، الذين تبيَّن ارتفاع نسبة وجود الإنزيم لديهم مقارنةً بغيرهم.
- Getty Images
تشير الدراسة التي نشرتها دورية “سيل ميتابوليزم” إلى أن “العضلات تستهلك الأكسجين لتوليد طاقة عندما نمارس نشاطًا رياضيًّا، وذلك حتى تنخفض معدلات الأكسجين لأدنى درجاتها، ثم تتولد الطاقة من خلال التمثيل الغذائي اللاهوائي الذي لا يحتاج إلى أكسجين. ويؤدي ذلك إلى إنتاج حمض اللاكتيك، وينتهي الأمر بإصابة الشخص بالإجهاد وتشنُّج العضلات”، موضحةً أن “معرفة كيفية حدوث هذا التحوُّل السريع ترجع إلى [معرفة سلوك] ذلك الإنزيم”.
يقول “راندال جونسون” -الأستاذ بقسم الخلايا والبيولوجيا الجزيئية بمعهد “كارولينسكا”- في تصريحات لـ”للعلم”: “إنه من غير المعلوم حتى الآن لماذا يرتفع الإنزيم في عضلات كبار الرياضيين بنسبة تتراوح من 3 الى 5 مرات مقارنةً بغيرهم، وهو ما أكدته دراسة سابقة بالمعهد، ولكن من المرجح أن ذلك يساعدهم على الاستفادة القصوى من الأكسجين بصورة فعالة”.
وقد تم اكتشاف إنزيم “FIH” منذ عشر سنوات، ولكن حتى الآن لم يتسنَّ فهم طبيعة وظيفته بالضبط. ويوجد هذا الإنزيم فى جميع خلايا الجسم وأنسجته، ولكنه يتوافر بمعدل يتراوح بين 50 و100 مرة أكثر فى العضلات مقارنةً بأي جزء في الجسم.
يضيف “جونسون” أن “التحكم في التمثيل الغذائي واستخدامه للأكسجين يمكن أن يؤثر فى معالجة العديد من الأمراض التي تتعلق باستهلاك الجسم للطاقة مثل مرض السكر والسمنة، فمن خلال التجارب التى أُجريت على الفئران، تبيَّن أن فقدان هذا الإنزيم يؤدي إلى عدم اكتسابها للوزن رغم إخضاعها لنظام غذائي عالي الدهون، فضلًا عن عدم مقاومتها للإنسولين، ما يُعدُّ مؤشرًا على الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني”.
ويأمل الباحثون أن تساعد نتائج الدراسة على تطوير أدوية تؤثر فى عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي تكون فعالة فى علاج السمنة ومرض السكر.
src