أوضحت دراسة بريطانية نشرتها مجلة “بلوس ميديسين” أن التفاعُل الاجتماعي يُحسِّن من جودة حياة مرضى الخرف الذين يعيشون في دور الرعاية المتخصصة. وأشارت إلى أن التفاعل لمدة ساعة واحدة أسبوعيًّا يحد من سلوكيات العنف التي تنتاب مرضى الخرف (الدمنشيا).
والدمنشيا هي مرض دماغي، يؤثر على القدرات الذهنيَّة والمعرفيَّة لدى كبار السن، يُفقِدهم القدرة على تحديد السلوكيات السل
يمة، يؤثر على الذاكرة بشكل كبير، وغالبًا ما يُمارس المصابون به سلوكيات عنيفة قد تتسبب في إيذاء الآخرين.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة أكستر بالتعاون مع مدرسة لندن للاقتصاد، وجامعات هال ونوتنجهام وجمعية مرضى ألزهايمرأن المرضى المحجوزين في دور الرعاية يتفاعلون اجتماعيًّا مع بعضهم، أو مع المعالجين، أقل من دقيقتين يوميًّا، وهو الأمر الذي يُسهم في تدهور حالتهم الصحية والمعرفية.
امتدت الدراسة في الفترة من يناير 2013 إلى سبتمبر 2015، وشمل
ت 69 دار رعاية في المملكة المتحدة، وضمت العينة 847 مريضًا يُعانون من الخرف.
وقام الفريق البحثي بتدريب اثنين من مقدِّمي الرعاية الصحية من كل دار، وشمل التدريب تعريفهم بكيفية إدارة حوارات مع مرضى الخرف، وإشراكهم في القرارات التي تُتَّخذ حيالهم، كقرار إعطائهم الدواء، علاوةً على فتح نقاشات مع المرضى حول اهتماماتهم السابقة.
وغالبًا ما يتناول مرضى الخرف أدوية مُضادة للذهان، إلا أن الدراسة تقول إن التدخلات النفسيَّة والاجتماعيَّة القائمة على الأدلة فعالة، ليس فقط فيما يخص تحسين جودة الحياة، لكن أيضًا فيما يخص التكلفة، وخاصةً في غياب العلاجات الدوائيَّة الآمنة والفعالة.
ويشير كليف بالارد -الباحث الرئيسي للدراسة- في تصريحات لـ”للعلم” إلى أن “تدريب العاملين في دور الرعاية على تقديم الخدمات النفسيَة والاجتماعيَّة لمرضى الخرف سيحسِّن من رعايتهم، ويهذِّب من السلوكيات العنيفة التي يُمارسها بعضهم”.
ويرى “بالارد” أن تطبيق نهج الرعاية النفسية على أولئك المرضى سيُسهم في تحقيق العدالة لأكثر فئة مستضعفة في المجتمعات، مشيرًا إلى أن “دور الرعاية عادةً ما تطبق إجراءات لها علاقة بالسياسة الدوائية للمرضى، دون أخذ مشاعرهم أو حالتهم النفسيَّة في الاعتبار”.
ومن جهته، يؤكد دوج براون -مدير البحوث بجمعية مرضى ألزهايمر- في بيان صحفي تلقى موقع “للعلم” نسخة منه، أن 70% من المقيمين بدور الرعاية يُعانون من الخرف، ومن الضروري تدريب المتعاملين معهم على تقديم الرعاية الصحية والنفسية بصورة جيدة لهؤلاء المرضى، إذ إن تعرُّف اهتمامات مريض الخرف ومناقشته حولها يُمكن أن يُحسِّن من الرعاية ويخفِّض من التكاليف”.
ووفق تقديرات جمعية مرضى ألزهايمر، فإن الخرف يصيب سنويًّا نحو 9.9 ملايين شخص، ما يعني ظهور حالة جديدة كل 3.2 ثوانٍ.