قصة طالوت التي وردت في سورة البقرة
كيف فضح الله أمر الفئة تلو الأخرى من خلال جملة من الاختبارات إلى أن ظهرت الفئة المحبة لله والمطيعة لأمره سبحانه وأظفرهم الله على عدوهم بالرغم من قلة عددهم .
فالاختبار الأول كان للفئة التي ترى نفسها أحق بالملك من هذا الذي بعثه الله ملكا عليهم وغرهم مكانتهم في قومهم وعز عليهم أن يقاتلوا تحت أمرة من هو دونهم وبذلك أظهرهم الله على حقيقتهم من خلال جعل الأمر إلى من يعتقدونه دونهم فسقطوا في الاختبار وتم تنقية الصف المؤمن من رجسهم.
والاختبار الثاني كان للفئة التي لا تصبر على المعوقات التي تعترض الطريق فبعد أن تعب الجميع من السير الطويل وبلغ منهم العطش .. ابتلاهم الله بنهر وشرط عليهم أن لا يشربوا منه إلا غرفة باليد وهنا افتضح أمر الفئة الأخرى الفئة التي تجزع عند المصائب والتي تعبد الله على حرف فسقطوا أيضا.
والاختبار الثالث كان للفئة التي لا تثق بنصر الله الواحد الأحد وأنه بيده ملكوت كل شيء وأن العزة بيده سبحانه فيعز من يشاء ويذل من يشاء وأن من يتوكل عليه حق توكله فإنه لا يتركه بل يمده بما يعينه على النصر والتمكين… لذا فهؤلاء لما رأوا جنود جالوت خارت قواهم وهبطت معنوياتهم ونسوا قوة الله سبحانه عندما رأوا قوة هؤلاء وبهذا تراجعوا في اللحظة الأخيرة وقبيل الاشتباك فسقطوا أيضا في الاختبار, وبعدها أصبح صف الإيمان ناصع البياض خاليا من كل شائبة وكان حقاً على الله أن ينصرهم كما وعد سبحانه وتعالى عباده المؤمنين { وكان حقاً علينا نصر المؤمنين } .
هذه هي سنة الله في الكون وفي التمكين ونصرة الدعوات فهو سبحانه وتعالى ينصر من ينصره ويعين من يتوكل عليه ويمد بالجنود من يستمد منه العون,
وعلى من يريد النصرة والتمكين أن يفهم هذه المعادلة- أنه لا نصر إلا بعد تمحيص- وأن يعمل بمقتضاها وبعدها فهو النصر إن شاء الله.