كيفية زراعة القهوة (البن)

القهوة ذلك المشروب الساخن ذو الرائحة الزكية والنكهة المميزة الذي يفضله الكثير من الناس خاصةً في وقت الصباح، فهي تشعرنا بالحيوية والنشاط لإتمام أعمالنا على أكمل وجه، ولما لها الكثير من الفوائد الصحية التي تجعلنا نشربها بكل حب، فهي تحسن صحة الأوعية الدموية، وتحسن مستوى الكولسترول في الدم، كما تحسن من ردود أفعالنا، وتقلل من الإصابة بسرطان وتليف الكبد والسكري، وهي أيضاً تمنع الإصابة بالشلل الرعاشي وتسوس الأسنان والصداع، كما تقلل من الشعور بالإرهاق والتعب وتحافظ على بشرتنا صحية وسليمة.

القهوة من أحد المشروبات القديمة والمتعارف عليها منذ القرن الثالث عشر، ويعتقد الكثير أن أصلها من افريقيا الشرقية وأن العرب هم أول من زرعها، ومع حلول القرن السادس عشر انتشرت القهوة في دول الشرق الأوسط وفي بلاد فارس وتركيا وشمال افريقيا، وبعد ذلك انتشرت في البلقان وإيطاليا ومن ثم وصلت إلى بقية الدول الأوروبية وأندونيسيا وبعدها إلى الأمريكيتين.

تعد القهوة من أكثر المشروبات الشعبية والمتداولة التي يفضلها الكثير من الناس في أيامنا هذه، نظراً لإحتوائها على الكافيين المنشط والمنبه لعقل الإنسان، لذا تعد زراعة القهوة ثروة اقتصادية كونها ثاني السلع تداولاً في العالم بعد النفط الخام، لكن القهوة عادةً لا تنمو إلا في البيئات الإستوائية.

إليك بعض الحقائق حول زراعة القهوة

  • نجاح زراعة القهوة يعتمد بشكل كبير على زراعتها في الظل، لأن تعريض أوراق القهوة لأشعة الشمس الشديدة يؤدي إلى اصفرارها واحتراقها، وتصبح الثمرة الناتجة عديمة الفائدة.
  • لا تحتاج زراعة البن إلى الكثير من الماء، فالتشبع الرطوبي هنا غير مهم، فالظل وحده يكفي.
  • يصل طول شجرة البن حوالي التسعة أمتار، لكن يجب تقليمها حتى تصل إلى طول ثلاثة أمتار ليسهل جني ثمارها.

ولكي تتم زراعة القهوة هنالك طريقتان لزراعة القهوة

  • الطريقة التقليدية : ويتم فيها حفر مجموعة من الحفر ووضع عشرون بذرة من البن في كل حفرة، ويتم تطبيق هذه الطريقة عادةً في موسم الأمطار، لكنها ليست فعالة ففي هذه الطريقة يتم فقد 50% من مجموع البذور المزروعة بسبب عدم ثباتها.
  • الطريقة البرازيلية : في هذه الطريقة يتم وضع البذور في حاضنة حتى تنمو في الخارج لمدة تتراوح بين الستة شهور والإثنا عشر شهراً، وهذه الطريقة أكثر فاعلية في زراعة القهوة.

وفي كثير من الأحيان تتداخل زراعة القهوة مع محاصيل أخرى مثل الذرة والأرز والفاصولياء، خلال سنوات الزراعة الأولى.

طريقة الزراعة

تزرع بذور القهوة عموماً في أحواض كبيرة في المشاتل المظللة، بعد إنبات البذور تتم إزالة الشتلات الصغيرة لزراعتها في التربة المخصصة لها، يجب سقاية الشتلات في البداية بماء وفير، كما يجب أن تبقى الشتلات مظللة من أشعة الشمس الساطعة، حتى يتم غرسها بشكل كافي في التربة، وبشكل دائم، والزراعة غالباً ما تحدث بعد سقوط الأمطار، بحيث تكون التربة ما زالت رطبة، في حين تصبح البذور راسخة.

خلال موسم زراعة القهوة يجب أن تتعرض الأشجار لأشعة الشمس بطريقة منظمة، بحيث لا تكون ساطعة كثيراً، ولا مظللة تماماً، وتستغرق الأشجار من ثلاث إلى أربع سنوات حتى تؤتي ثمارها، وحينما تُصبح الحبوب جاهزة للحصاد يتحول لونها للأحمر.

هناك عدّة أماكن تستهوي تربتها ومناخها زراعة القهوة ونجاحها فيها، منها: اليمن، غينيا، البرازيل ،مناطق شرق أفريقيا، أرخبيل إندونيسيا، ، أمريكا الوسطى، وهاواي.

والقهوة هي في الحقيقة ثمرة تتكون من زهرة ذات لون أبيض، وتشبه إلى حد كبير أزهار نبتة الياسمين التي تتسم بالحساسية العالية، إذ أنها تستمر بذرتها ليوم واحد أو أكثر من ذلك بكثير. هذه الزهرة تتحول إلى ثمرة يطلق عليها “الكرز”؛ لأنها ذات لون أحمر، ومستديرة، وتشبه إلى حد كبير نبتة الكرز الأصلية، وكل حبة كرز تحتوي على حبتين يشكلان فيما بعد حبة البن الأصلية.

شجرة القهوة تختلف عن باقي الأشجار من ناحية المناخ التي تحتاجه لكي تنمو به، منها توفر المناخ الاستوائي الذي يتميز بالأمطار الغزيرة وحرارة الشمس العالية، ولكي تنتج شجرة القهوة ثمارها تحتاج من 3 إلى 5 سنوات لبدأ عملية الإنتاج.

ويعد البن العربي من أجود وأفضل أنواع القهوة عالمياً، وذلك لعدة أسباب، من أهمها التربة الجبلية البركانية الغنية بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو هذه الشجرة بشكل أفضل، مما يكسبها مذاق ذا نكهة أكثر عطرية عن غيرها، ولكن من عيوبها أنها تنمو ببطء أكثر من غيرها.

وحسب ما تُفيد الإحصائيات والبيانات الرسمية، فإن القهوة العربية تمثل أكثر من 60 في المائة من إنتاج القهوة في العالم كله.

وتشتهر دولة اليمن العربية بزراعة القهوة، ويعد البن اليمني من أشهر أنواع البن في العالم، وكانت القهوة تُمثّل لليمن المورد الاقتصادي الأول الذي يعتمدون عليه، ورغم تراجع زراعة القهوة في اليمن مؤخراً، إلا أن القهوة اليمنية ما زالت تحتفظ بجودتها حتى الآن، وجودة البن اليمني لم تجعله مفضلاً لسكان اليمن فحسب، بل أصبح المفضل لأغلب شعوب العالم.