تَوقَـفـي عـَـن مقاطعتـه زوجـــكٍ عـنـد الكــَـلام

تَوقَـفـي عـَـن مقاطعتـه زوجـــكٍ عـنـد الكــَـلام

يدخل الزوج إلى منزله، فلا يجلس إلى مائدة الغذاء حتى يهتف في أنفاس متقطعة قائلًا لزوجته: (يا له من يوم، لقد دعيت إلى اجتماع المديرين ليناقشوني في التقرير الذي وضعته، طلبوا إلى أن استحضر كافة الأرقام والاحصائات وأن … ).

ولا يتم الزوج عبارته، فسرعان ما تقاطعة الزوجة قائلة وهي شاردة الذهن: شئ جميل … تذوق هذه البطاطس المحمرة .. أتراني أخبرتك أن الرجل جاء لإصلاح الموقد صباح اليوم؟، لقد قال: إنه لابد من استبدال أحد أجزائه. 

أرجو أن تلقي عليه نظرة بعد أن تفرغ من غذائك.

ويجيب الزوج: إن شاء الله… ثم يكمل قصته: ماذا كنت أقول؟ نعم طلب مني رئيس مجلس الإدارة أن أشرح للمديرين التوصيات التي ضمنتها تقريري وقد اعترتني الرهبة في مبدأ الأمر، ولكني وجدتهم جميعًا يصغون إلي في اهتمام.

ومرة أخرى تقاطعة الزوجة: 
لقد كنت أقول لك دائمًا، إنهم لا يقدرونك حق قدرك ياعزيزي .. على فكرة … ينبغي أن نجد حلًا مع الولد .. إن درجاته المدرسية كما هي مدونة في الشهادة غاية في السوء .. وقال لي ناظر المدرسة إنه يستطيع أن يصل إلى أفضل من هذه بكثير لو أنه بذل مجهودًا … ولكنه لا يلقي بالًا إلي … لقد وضعت أصابعي في الشق من هذا الولد.

ويدرك الزوج عندئذ أنه يخوض معركة خاسرة، وأنه لا أمل يرجى من مواصلة رواية قصته، فيبتلعها كما يبتلع البطاطس المحمرة، ثم ينهض ليلقي نظرة على الموقد وليتحدث مع الولد في أمر درجاته المدرسية ). 

إن مقاطعة الرجل أثناء الحوار أو الحديث تجعله لا يواصل الحديث فهو إما أن يغضب من مقاطعة حديثه ويثور أو يصمت ويتوقف عن الكلام، فكيف تتعامل الزوجة مع هذه الصفة عند الزوج؟

هذا هو محور حديثنا في هذا المقال وهي القاعدة الرابعة من القواعد التي يجعل زوجك يواصل الحوار (توقفي عن مقاطعته ).

أختي الزوجة:
تعالي معنا نبدأ القصة منذ بداية الخلق، إنه في بداية الخلق عاش الرجل في حياة الصيد و القنص طول حياته، ويتطلب الصيد سلوكية: 

1- الإمتناع عن إصدار أي صوت أو الكلام.

2- لا توجد مناسبة للتعبير عن الانفعالات وتبادلها.

فالإهتمام كله منصب على المراقبة.

ولأن الصيد يربي الحيطة والحذر وأن لا يسمح للانفعالات بشل حركته فقد كان عليه ألا يعبر عن مشاعر خوفه ليتظاهر بالقوة امام أقرانه.

أما المرأة فقد عاشت منذ بداية الخلق داخل الخيمة أو الكوخ تربي الأولاد وتصنع الطعام وتنظف المكان، وتوطدت العلاقة بين النساء وتطور الكلام من أجل التواصل، وتعلمت ترويض انفعالاتها والتعبير عنها أمام النساء، وتعلمت النساء التغلب على الإنفعالات بالتعبير عنها.

أعرف زوجة تتكلم أمام أي امرأة عن مشاكلها وتردد في عباراتها أخاف من كذا أنا حزينة من كذا، ولا تنزعج من ذلك.

لو لاحظنا مجموعة من النساء يتبادلن الحديث فإننا نجدهن:
– تتكلم في الغالب اكثر من واحدة في نفس الوقت.

– يقاطع بعضهم البعض باستمرار ولا تغضب أي واحدة من ذلك.

– موضوع الحديث غير محدد ويسهل التنقل من موضوع لآخر.

– لا يظهر اتجاه معين في مواضيعهن.

ويتعجب الرجل كيف تسعد النساء بهذه الصورة، ويندهشون أكثر عندما يجدون النساء يتذكرن كل ما قيل في هذه الجلسة.

وتعالوا معًا نتذكر نقاط من الفرق بين الرجل والمرأة في الحوار:
– عبارات الرجل دائمًا متصلة فهو يتحدث إلى أن ينتهي من موضوعه، أما المرأة فهي تدخل في موضوع وتتركه لتدخل في موضوع ثان وثالث ..

– بالنسبة للاسترسال لا يحب الرجل أن تقاطعة امرأته في الحديث، لأن قطع الحديث يعصبه، أما المرأة فإنها إذا تحدثت فكثيرًا ما يقاطعها الزوج أو غيره ولا يغضبها ذلك غالبًا.

– انشغال أي مركز في المخ عند الرجل يؤدي إلى تعطيله، أما المرأة فإن الأجزاء الأخرى من المخ تقوم بالمهمة أثناء انشغال هذا المركز.

– الرجل يأخذ الأسلوب الخطي في التفكير، في خط مستقيم، أما المرأة تأخذ الأسلوب الدائري، أو الشكل الحلزوني.

– لا يستطيع الرجل الحديث إلا ومن حوله صامتون، أما المرأة فتستطيع الحديث وحولها أكثر من متحدث لأنها لا تطلب أكثر من السماح لها فقط بالحديث.

ومن الرجال من إذا جلس بين عائلته للنقاش في موضوع ما أو استشارته فإنه على الجميع أن ينصت ولا يتكلمون جانبًا أو يقاطعونه حتى ينهي حديثه ثم يبدأ في سؤال الآخرين عن أرائهم في الموضوع وما هي أحسن طريقة للحل من وجهة نظرهم، هكذا حتى يصلوا إلى نتائج من هذه الجلسة العائلية.

توقفي عن مقاطعته عندما يتكلم:
عندما يقول الرجل لامرأته توقفي عن مقاطعته عندما يتكلم (فإن المراة تعتبر ذلك إهانة لها، وترجمتها لهذا الموقف: إنه لا يطيق سماع صوتي، ولكنها لابد أن تدرك أن هذه الكلمة رجاء من الرجل حتى يستطيع التجاوب مع حوارها.

المرأة تتهم الرجل بأنه لا يتكلم، وهي تقصد أن يسمعها حين تتكلم ويشجعها، ويعلمها أنه يستمع، وذلك بتعبيرات وجهه وجسده. 

وعندما يبدأ في الكلام تقاطعه، فيجد الأمر غير منظم، وهذا الجو لا يجيده فيسكت بالمعروف، 

إن اللوم الأساسي للنساء أن الرجل صامت لا يتبادل الحديث، وتصرخ الزوجة حدثني يا زوجي العزيز. 

وعندما يحاول الزوج المشاركة تلومه الزوجة على أنه يريد أن يتكلم وحده، وأن تكون الكلمة الأخيرة له، فقط اعلمي أنه يرجوك ألا تقاطعيه.

لماذا لا يتواصل الرجل؟ 
لأنه:
1- يحتاج إلى النظام لأن تركيب مخه لا يقوى على أن يقوم بعمليتين في آن واحد.

2- مقاطعته تفقده التركيز، والعودة إليه غير سهلة.

3- اقتحام عنصر جديد يفقده التنظيم، ولابد أن يعيد التنظيم قبل العودة للنقاش.

4- مقاطعته تشعره بعدم اهتمامك بقيمة حديثه.

5- يجب أن يقول كل ما عنده لتقديم الحل، لأنه يميل نحوالحل لا مجرد التعاطف بالكلام. 

6- يعمل مخ المرأة كالرادار، فيمكنه التنقل بين الموضوعات، 
وعلى الرجل والمرأة أن يتفهموا هذه الفروق بينهما وأنها طبيعية والسؤال هو كيف أتعامل مع الشريك الآخر مع تقبل كل منهما صفات الآخر؟

ماذا يحدث عندما تقاطعينه؟

يعتقد الرجل أنك تفهمينه أنه مخطئ على الرغم من أنه فكر كثيرًا قبل أن يتكلم، وهذا اتهام لعقله أنه لم يفكر جيدًا، ونتيجة تفكيره سيئة، فيعلوا صوته، فتظنه زوجته أنه يفرض حله، والحقيقة أنه يريد إثبات عكس ما تتهمه به، لأنه فكر جيدًا، ويريد أن يكمل للنهاية من أجل إثبات ذلك.

الاستماع أصعب من الكلام:

إن الاستماع يتطلب انتباهًا أكبر، ولا يكون إلا عندما يكون الموضوع يحظى بالاهتمام، إن المرأة (ذات الأذن الواعية لا تمد زوجها بالراحة، وسكينة النفس فحسب، وإنما هي أيضًا تمتلك موهبة اجتماعية لاتقدر بثمن، فهي باستماعها الهادئ الذي لا تكلف فيه، وبتوجيهها أسئلة حصينة تدل على أنها شغوفة ـ بحديث زوجها منتبهة له، خليفة بأن تبلغ القمة في ميدان الحياة الزوجية) 

((دفعي زوجك إلى النجاح،) )

أختي الزوجة:

لينصت كلاكما لشريك حياته، وكما قال الإمام المحدث سفيان الثوري رحمه الله ( إن الرجل ليحدثني بالحديث قد سمعته قبل أن تلده أمه فيحملني حسن الأدب على أن استمع إليه )، فما بالكما وكلاكما يتحدث مع أقرب قريب وأحب حبيب؟؟ (إن التواصل بين شريكي الحياة الزوجية في حاجة دائمًا لمراجعة توقيته حتى يكون مناسبًا … وكلماته حتى تكون ودودة … ونبرة صوته حتى تكون ملائمة … ذلك أن عدم الإحترام في نطق الكلمات حتى لو اختيرت بعناية هو مظهر من مظاهر الانقطاع عن الآخ، كما أن الاستخفاف بالآخرين من أسباب الكراهية) 

(حتى يبقى الحب)

فإذا فقد الزوجان القدرة على الإنصات لشريك الحياة فإن ذلك سينعكس سلبيًا على علاقتهما، لأنه بعد وقت قصير تبدأ في إصدار حكم سلبي على شريكك أو ربما تنفجر غاضبًا، وفي هذه الحالة عليك أن تخبر شريك حياتك أنك متضايق وترغب في الاسترخاء وإنك ستتحدث معه في حال أفضل.

فإذا غضب شريك حياتك فتذكر أن الغضب ينتج عن جهل الإنسان ماذا يفعل لتحسين الأمور، و أن الإنصات في مثل هذه الحالات هو خير معين.

(إن تحمسك الهادئ للاستماع إلى ما يدور في ذهن الطرف الآخر قد يكون ذلك اشارة تؤكد التقبل أو مجرد الاستعداد للتقبل) 

إن الاستماع إلى الطرف الآخر (يسمح له بالدخول إلى عالم شريك الحياة وتفكيره وبالتالي الاحساس بمشاعره، ومشاركته هذه المشاعر ومن ثم تزداد علاقتك به عمقًا وحبًا) 

ومن هنا على كلا الزوجين السعي في تحسين قدرتهم على ممارسة هذا الفن من فنون التواصل (فن الانصات) والذي هو الأساس الأفضل إلى ممارسة فن الحوار.

ماذا بعد الكلام؟

– لمواصلة الحوار مع الزوج تذكري القاعدة الرابعة من قواعد الحوار مع الزوج وهي توقفي عن مقاطعته.

– اتركي زوجك يتكلم، وتحققي من أنه قال كل شئ قبل أن تجيبي، ويمكنك أن تسأليه هل عندك شئ آخر تريد إضافته يا زوجي؟ ويمكنك أن تثني عليه وتمدحيه.

  • views
  • تم النشر في:

    اناقة وجمال

  • آخر تعديل: At 4:47 م
  • كلمات دلالية: , , , , , , ,
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://review.topmaxtech.net/?p=51147